طلاب المدرسة المهنية الصناعية التجارية بديرعطية

مرحباً عزيزي الزائر نرجو منك التسجل بالمنتدى أو الانضمام الينا ان كنت من أحد الأعضاء وشكراً

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

طلاب المدرسة المهنية الصناعية التجارية بديرعطية

مرحباً عزيزي الزائر نرجو منك التسجل بالمنتدى أو الانضمام الينا ان كنت من أحد الأعضاء وشكراً

طلاب المدرسة المهنية الصناعية التجارية بديرعطية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    أطواق الياسمين

    اسماعيل التجار
    اسماعيل التجار
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 78
    نقاط : 27897
    تاريخ التسجيل : 01/02/2009

    أطواق الياسمين Empty أطواق الياسمين

    مُساهمة من طرف اسماعيل التجار الجمعة ديسمبر 04, 2009 12:12 am

    من نقاوة الياسمين سكنت الطيبة قلبها ومن بساطته تبلورت روحها الطفولية وتلملمت كل مآسيها التي غامرت وغزت حياتها مبكرة فكانت تهرب من أحزانها ومشاكلها التي كانت تعج بها كل زاوية من زوايا منزلها لتأوي إلى هدوء الياسمين وصفائه وحنانه .
    زينة ... فتاة ناعمة كبراعم الربيع تفتحت في كنف أبوين ما نعمت سنوات عمرها العشر بهدوء تام بينهما, فكانت كلما حسبت أنا عاصفة الشِّجار بينهما قد صفت, وسادت على معالمها ألوان المحبَّة والتآلف الأسَرِيِّ الذي تطمح إليه كل أسرةٍ تجد جمر الغيرة والشك تتأجج من جديد ويأخذ الجو يُشْحَنُ بالجدل والكلام المودي لاشتعال نار الخناق بينهما فلا تجد أمامها إلا الهروب إلى غرفتها ضائعة محتمية بدموعها التي تسيل على خدودها عندما يستمر تبادل الكلام بين والديها إلى أنا يستمر الأمر لصفعة قاسية ترسمها كف والدها على خد أمها مما يزيد من عمق الجرح في نفس هذه الطفلة المسكينة وهذه هي حال كل يوم تقضيه زينة في هذا المنزل الخالي من نسائم الأمان والاستقرار .
    كانت زينة تخرج من بيتها إلى المدرسة وفي طريق العودة تقطف أزهار الياسمين البيضاء الناعمة وتجمعها بين كفيها الصغيرين وتمضي بهم إلى المنزل وبعد أن تبدِّل ثيابها تأتي بزهرات الياسمين وترصفها إلى جانب بعضها لتشكل منها طوقاً أبيضاً باهرَ الجمال .... وتحمله وتضعه أمام نافذتها وكأنها تود أن ترسم من خلاله يوماً صافياً نقياً تعيش مع والديها لكنَّ الشِّجار والأصوات المرتفعة تعود لتعكر ذاك النقاء .. مع ذلك تابعت جمع الياسمين وتكرار الحكاية بضم الأزهار مع بعضها وصنع منها أطواق وأطواق تعلق بها آمالاً وأحلام أكبر من آمالها وأحلامها الطفولية إلى أن انفجر بركان الغيرة الذي كان يثور وتحاول بيدها الناعمتين تهدئته بصفاء أفكارها وبراءتها ولكنها لم تستطع أن تصمد في وجهه طويلاً لأنه نثر الحمم القاتلة في كل مكان وأطفأ نور الطفولة التي نثرتها روح الياسمين في أرجاء المنزل على مر الأيام ... حينما كان الحل بين الأبوين الطلاق بدلاً من الياسمين المطوَّق .
    وتعود زينة لجمع أطواق الياسمين لتهديهم إلى أمها في اليوم الذي حدد لتلقاها فيه ... لكنها أخذت تذبل يوماً بعد يوم كلون الياسمين الذي ما كان يصل إلى نهاية اليوم إلا ويذبل ويؤول لونه إلى الشحوب فكانت تحمل الأطواق وتسقيها دموعاً من عيونها وتقول لها :
    "هذي دموعي أنزلها عليكِ لتبكي كما أبكي ..فحالك كحالي ..كلانا بعيدٌ عن أمه .."
    هذه هي قصة هذه الطفلة التي كانت ضحية لعلاقة زوجية فاشلة حُصدت كل نتائجها لتنسكب بجلها على عاتق طفلة رقيقة ناعمة لا تستطيع تحمُل هذا القدر من المسؤولية التي أوكلت إليها قبل أوان الأوان .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 7:37 am